
وذكرت صحيفة “i24NEWS” الإسرائيلية، الخميس 25 كانون الأول/ديسمبر، أن المحادثات الجارية بين سوريا وإسرائيل بشأن الاتفاقية الأمنية حققت تقدماً “كبيراً” في الأسابيع الأخيرة، وأن هناك احتمالية لتوقيع الاتفاقية قريباً.
وبحسب أحمد الشرع، مصدر سوري مقرب من الرئيس السوري خلال الفترة الانتقالية، ذكر الموقع أن التقدم الأخير في المفاوضات يعود إلى “الجهود الكبيرة” للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن الاتفاق المحتمل قد يتضمن ملحقاً دبلوماسياً وقد يتم التوقيع عليه خلال اجتماع رفيع المستوى بين الطرفين السوري والإسرائيلي يعقد في إحدى الدول الأوروبية خلال الفترة المقبلة.
ولم يستبعد المصدر نفسه إمكانية التوقيع المباشر على الاتفاق في حال عقد لقاء بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مقابلة نشرتها مجلة “المجلة” في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، إن دمشق تتوقع التوصل إلى اتفاق على أساس اتفاقية “الانسحاب” لعام 1974، مع “تغييرات طفيفة” ودون إنشاء مناطق عازلة.
من ناحية أخرى، بحسب التقرير، ترفض إسرائيل طلب دمشق انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع النقاط الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ونقل موقع “i24NEWS” عن مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قد ينسحب من بعض النقاط التسع التي ينتشر فيها حاليا في سوريا، لكن فقط في حال التوصل إلى “اتفاق سلام كامل” مع دمشق، وليس اتفاقا أمنيا فقط.
وبحسب تقرير نشرته هيئة البث الإسرائيلية الخميس 25 ديسمبر/كانون الأول، فإن روسيا تحاول بموافقة الولايات المتحدة التوسط في المحادثات بين إسرائيل وسوريا بهدف التوصل إلى اتفاق أمني بين الجانبين.
وعملت موسكو ودمشق على تعزيز التنسيق بينهما في الأسابيع الأخيرة، بحسب مصدر أمني إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات.
وقال كان إن روسيا جلبت مؤخرا قوات ومعدات إلى قاعدة حميميم في اللاذقية استعدادا لتسيير دوريات روسية في جنوب سوريا.
وبحسب المصدر نفسه، تهدف روسيا إلى إعادة انتشار قوات الجيش السوري في الجنوب السوري، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، على غرار الوضع قبل انهيار النظام السابق.
وبحسب “كان”، فإن إسرائيل تفضل الوجود الروسي في جنوب سوريا، وتعتبره بديلاً لجهود تركيا للتوسع أو التركيز في هذه المنطقة الحساسة.
وذكر المصدر الأمني كانا أنه رغم الوساطة الروسية، لا تزال هناك خلافات في الرأي بين دمشق وتل أبيب، لكن هناك “تقدما نسبيا” في المحادثات غير المباشرة في الأسابيع الماضية.
استياء سعودي
وفي السياق الإقليمي، أفادت “”” أن المملكة العربية السعودية مستمرة في تشديد موقفها من أي اتفاق محتمل بين سوريا وإسرائيل، مؤكدة للإدارة الأمريكية أن سلوك إسرائيل في سوريا يساهم في القضاء على فرص التطبيع بين الرياض وتل أبيب.
ونقل عن مصادر في العائلة المالكة السعودية أن الرياض تعتقد أن إسرائيل “لا تريد دولة مستقرة في سوريا” بل تسعى بدلا من ذلك إلى إبقائها ضعيفة أو منقسمة، وأن هذا الاتجاه سيكون له تأثير سلبي على مسار التطبيع.
وتظل المملكة العربية السعودية ملتزمة بشكل ثابت بشرط أن يرتبط أي اتفاق مع إسرائيل بالتقدم الفعلي نحو حل الدولتين للقضية الفلسطينية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الرياض نقلت رسائل “غاضبة” إلى واشنطن بشأن سياسات إسرائيل في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، وبدأت في استخدام هذا الملف كورقة ضغط إضافية في ملف التطبيع.
وبحسب التوقعات الإسرائيلية فإن غياب اتفاق أمني لخفض التوتر في سوريا سيزيد من تعقيد الوضع ويبعد طريق التطبيع مع السعودية التي تواجه بالفعل عقبات كبيرة بسبب موقف السعودية المتشدد من القضية الفلسطينية.
وذكرت وكالة رويترز حينها أن الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل انهار في سبتمبر/أيلول الماضي بسبب مطالبة إسرائيل بالسماح لها بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا.