
قررت المحكمة الجزائية الابتدائية بالدار البيضاء، الأحد، إنزال أحكام مشددة على أربعة متهمين شكلوا جماعة إجرامية لاغتيال طبيب يسكن بحي العناصر بالقبة ويواصل مزاولة مهنة الطب بعيادته الخاصة بالعاصمة، في محاولتين بائستين، باءت كلتاهما بالفشل؛ الأولى كانت في عام 2013 والثانية في عام 2020، حيث أصيب الضحية بجروح عميقة كاد الطبيب أن يقتله. لولا فضل الله.
وفي القرار قضت المحكمة بالسجن 12 سنة على المتهم المدعو “ح. سيف الدين” منفذ الهجوم، وعلى المتهم المقبوض عليه وشريكه “ب.عبدالله رمزي” بالسجن 10 سنوات بتهمة الشروع في القتل العمد، كما قضت على المتهم المدعو “ع.عبد الكريم” بالسجن الفعلي 8 سنوات مع إيداعه بالجلسة. “أ. عبد الكريم”. “ز.عبد النور” بنفس الاتهامات.
وحكمت الهيئة القضائية ذاتها على الأخوين الهاربين “ع. أيوب و” ع.إبراهيم بالسجن 20 عاما، ونفذت في حقهما مذكرات اعتقال دولية.
وجاء القرار بعد أن طلبت النيابة العامة الحكم على جميع المتهمين بالسجن 15 عاما بالإضافة إلى عقوبة السجن 20 عاما؛ كما تمت الموافقة على أوامر القبض على المتهمين الهاربين “أيوب” و”إبراهيم”.
وفي الجلسة، تحدث المجني عليه ويدعى “ب. أمين” بحزن شديد وانفعال، عن عملية استهداف المتهمين المذكورين أمام منزل أسرته، حيث تفاجأ وهو على وشك الدخول إلى منزله، وقد طعنه في ظهره وسقط على الأرض. وفي وقت لاحق، لاذ الجناة بالفرار دون أن يتم التعرف عليهم، وفي المحاولة الثانية بعد 7 سنوات، تم الكشف عن إعادة تعيين الجناة. وبحسب اعترافاته أثناء التحقيق، فإن “ب.عبدالله رمزي” قام بتصفية نفسه جسديًا بعد المتهمين، وعرض عليهم بعض الأموال نيابة عن الأخوين الهاربين “إبراهيم” و”أيوب”.
وظهرت تفاصيل مثيرة في الجلسة، حيث تعامل رئيس الجلسة مع جريمتين خطيرتين في ملف واحد، وخضع المتهمون الأربعة لاستجواب دقيق. أولها الأحداث التي وقعت في 14 مارس 2014 في منطقة العناصر، حيث تعرض حسين داي لاعتداء خطير من قبل مجهولين أمام منزله في منطقة العناصر، وطعنه في ظهره على مستوى ساقه بعد أن فاجأه وهو على وشك الدخول إلى مكان الحادث. وقام المواطنون في المنزل بنقله إلى المستشفى، وتدخلوا وعلاجوه.
وبما أن الجناة هربوا بسيارة مستأجرة، لم يتم التمكن من تحديد هويات الجناة وظل التحقيق بعيدا عن العدالة دون أي نتائج تذكر.
وفي يونيو 2020، عاد المتهمون إلى مسرح الجريمة وأقاموا في الحي لمدة 6 أيام كاملة. ولإنجاز المهمة الموكلة إليهما، تم وضعهما في موقع الأخازة من خلال متابعة ضحيتهما الطبيب “أ.ب”، من أجل تصفية الحسابات الشخصية لخلاف سابق بسبب مجيئه إلى أروقة المحكمة، بترتيب الأخوين “ع.أيوب” و”إبراهيم” اللذين هربا إلى الخارج. وصدر أمر بالقبض على المتهمين.
وفي التفاصيل الجديدة، تبين أنه في يوم الأحداث، قام المتهم “ز. عبد النور” بالاتصال بالمتهم “ح. سيف الدين” في يونيو 2020 وأبلغه أن العملية ستجمع مبلغ إجمالي قدره 30 مليون سنت لتكليفه بمهمة اغتيال طبيب يسكن في حي العنات بحسين داي. وتراجع المتهم “رمزي” عن هذه الواقعة. من الجلسة التي تلت المواجهة التي جمع فيها القاضي المتهمين لاستذكار أقوالهما أمام قاضي التحقيق.
وبعد الاتفاق المبدئي، توجه المتهمان إلى الحي الذي يسكن فيه المجني عليه بسيارة شيفروليه بيضاء مستأجرة، وقاما بتعريف المجني عليه على مكان إقامته والسيارة التي كان يستخدمها ومميزاتها، ليتمكن المتهم ح. سيف الدين من البقاء في الحي لمدة 6 أيام تمهيدا للعملية، برفقة شريكه أ. عبد الكريم وصديقه السائق ز. عبد النور القادم من براقي، وقاموا بمتابعة المجني عليه هناك حتى يوم الجريمة. وهنا تم استئجار سيارة من نوع “تيدوان” من وكالة تأجير السيارات من قبل “ح. سيف الدين”، وأثناء قيادته السيارة من الخلف مخبئاً تحتها مسدساً أبيض من نوع “سيف”، تولى “ز. عبد النور” القيادة، وكان “ع. عبد الكريم” يجلس بجانبه، وعندما وصلوا إلى حي حسين داي، كان المتهم الرئيسي “ح”. لقد خرج. سيف الدين” وخرج ومشى وقال “أ. وطلب “عبد الكريم” منه أن يبحث معه عن سيارة زرقاء، وبعد دقائق عاد سريعًا إلى السيارة وأبلغهم أنه شاهد سيارة المجني عليه، فقام المتهم “ب. وفور نزوله من السيارة، اعتدى عبد الله رمزي على الطبيب ب.أ وطعنه في فخذه الأيسر، ما أدى إلى سقوطه على الأرض مصابا بجرح غائر.
فيما غادر الجاني المكان بسرعة في نفس السيارة وركض نحو السيارة، فأوقفتهما سيارة أخرى من نوع “إديس”.
وفي الجلسة، سحب المتهمون أقوالهم الأولية، حيث اعترفوا بأنهم تلقوا مبلغ 30 مليون قرش مقابل تنفيذ مهمة اغتيال الطبيب ضحيتهم. وذلك بناءً على اقتراح المتهم “ز.عبد النور” وموافقة الأخوين “أيوب” و”إبراهيم” الهاربين من العدالة. كان هذا انتقامًا من الضحية التي كان بينهما خلاف سابق.