الارتباط بالقاعدة أصبح من الماضي..ولا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل حالياً

رام الله – دنيا الوطن
وفي أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ تأسيس الدولة السورية، أكد الرئيس أحمد الشرع أن بلاده دخلت مرحلة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة والعالم، متعهدا باتباع نهج سياسي مختلف عن الماضي وبناء جسور جديدة مع واشنطن بعد عقود من القطيعة.

وأوضح الشرع في مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز الأميركية صباح الثلاثاء، أن بلاده “اعتمدت استراتيجية مختلفة في علاقاتها مع الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن سورية معزولة منذ عقود وأن المرحلة المقبلة ستشهد “انفتاحاً سياسياً متعمداً”.

وفيما يتعلق بالمفاوضات المحتملة مع إسرائيل، ذكر الرئيس السوري أن بلاده “لن تدخل في مفاوضات مباشرة في الوقت الحالي” بسبب احتلال إسرائيل المستمر لهضبة الجولان، وأشار إلى أن “الوضع في سوريا يختلف عن الدول التي وقعت على اتفاقات أبراهام”، لكن “الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب قد تساعد في تهيئة الظروف المناسبة لمثل هذه المفاوضات في المستقبل”.

وفيما يتعلق بملف المفقودين الأميركيين في سوريا، ذكر الشرع أنه على اتصال بوالدة الصحفي الأميركي المفقود أوستن تايس، وأكد أنه “سيبذل كل الجهود للعثور عليه وعلى المفقودين الآخرين”.

كما أكد الرئيس السوري أن علاقة بلاده بتنظيم القاعدة “أصبحت شيئا من الماضي” وأن “هذا الملف لم يناقش في لقائه مع الرئيس ترامب”.

تصريحات الشرع جاءت بعد لقائه التاريخي مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض الاثنين؛ وناقش الجانبان هنا مستقبل سوريا ورفع العقوبات، فضلا عن آفاق التعاون في مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وبعد اللقاء، وصف ترامب نظيره السوري بأنه “زعيم قوي للغاية”، وأضاف: “يتحدث الناس عن قسوة ماضيه، لكن الحقيقة هي أن الماضي القاسي في بعض الأحيان هو ما يخلق قادة منفتحين على التغيير”.

صرح ترامب أن سوريا ستكون “جزءًا أساسيًا” من خطته لتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط، والتي تشمل تعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.

وفي مشهد رمزي ملفت، خرج الشرع من سيارته لتحية أنصاره المتجمعين أمام مقر الرئاسة أثناء خروجه من البيت الأبيض؛ وكانت تلك لحظة وُصفت بـ«التاريخية»، تمثل عودة سوريا إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة والحرب.