
ونقدم لزوارنا أهم وأحدث الأخبار في مقالتنا أدناه:
كشف تحقيق أجرته صحيفة الغارديان عن سجن إسرائيلي تحت الأرض يُحتجز فيه الفلسطينيون في ظروف مروعة، اليوم السبت 8 نوفمبر 2025، الساعة 17:34
رام الله – دنيا الوطن
كشف تحقيق استقصائي أجرته صحيفة الغارديان البريطانية، عن وجود سجن إسرائيلي سري تحت الأرض، يحتجز فيه العشرات من الفلسطينيين من قطاع غزة في ظروف وصفت بأنها “قاسية وغير إنسانية” في بيئة خالية تماما من الضوء الطبيعي والغذاء الكافي والتواصل مع العالم الخارجي.
وكشف التحقيق أن السجن الواقع في مجمع “راكيفيت” والذي يعني اسمه العبري “زهرة بخور مريم” كان تحت سيطرة مصلحة السجون الإسرائيلية ويعتبر من أكثر المعتقلات عزلة وسرية في جهاز الاعتقال الإسرائيلي. وأعيد فتح المبنى الذي كان مغلقا منذ عقود، بقرار من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعد هجمات 7 أكتوبر 2023.
وذكرت الصحيفة أن المنشأة صممت في الثمانينات لإيواء عدد محدود من السجناء ذوي الخطورة العالية، لا يزيد عن 15 شخصا، لكنها تؤوي اليوم نحو 100 معتقل فلسطيني، معظمهم من قطاع غزة، في زنازين ضيقة بلا نوافذ وتهوية. وأكد التحقيق أن السجناء حرموا من أشعة الشمس أو الهواء الطلق لعدة أشهر.
ونقلت صحيفة الغارديان عن محامين من اللجنة العامة الإسرائيلية لمناهضة التعذيب (PCATI) قولهم إن ظروف الاحتجاز في راكيفيت تنتهك القانون الإنساني الدولي وتصل إلى حد التعذيب والمعاملة المهينة. وأشار المحامون إلى أن بعض المعتقلين، ومن بينهم ممرض وبائع أغذية، تعرضوا للضرب المبرح والاعتداءات المتكررة من قبل الكلاب البوليسية المدربة، بالإضافة إلى حرمانهم من الرعاية الطبية.
وأكدت شهادات من السجن أن بعض الزنازين كانت تؤوي ثلاثة أو أربعة سجناء في مساحة صغيرة جدًا، مما يسبب لهم شعورًا دائمًا بالاختناق وصعوبة في التنفس. ويواجه السجناء أيضًا نقصًا حادًا في الغذاء والمياه، فضلاً عن العزلة الكاملة عن عائلاتهم ومحاميهم.
من ناحية أخرى، يحذر خبير الصحة النفسية الدكتور شتاينر من أن البقاء دون التعرض للضوء الطبيعي لفترة طويلة يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة وفقدان التوازن العقلي، فيما تؤكد التقارير الطبية أن غياب ضوء الشمس يسبب نقصا خطيرا في فيتامين د وضعف المناعة واضطرابات مزمنة في النوم والتنفس.
وأظهر التحقيق أن الانتهاكات في “رقايفت” لم تكن معزولة، بل تمثل جزءا من نهج ممنهج في معاملة الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث يحتجز مئات الفلسطينيين فيما وصف بـ”الاعتقال الإداري” دون تهمة أو محاكمة.
ولم يكن لدى مصلحة السجون الإسرائيلية أي تعليق على ما ورد في التحقيق، كما امتنعت عن الكشف عن عدد المعتقلين أو وضعهم الصحي والقانوني.
ونتيجة لذلك، حذر التقرير من أن سياسة الاعتقال القاسية ضد الفلسطينيين يمكن أن تزيد من مشاعر الغضب وتؤجج دورات العنف، مما يهدد بتقويض الفرص المستقبلية لتحقيق السلام أو الاستقرار في المنطقة.