اسأل بوكسنل

سبب امتناع فرعون عن قتل موسى عليه السلام وهو رضيع؟

سبب امتناع فرعون عن قتل موسى عليه السلام وهو رضيع؟


فى خلال العاصفة الهوجاء التى مرت ببنى إسرائيل فى مصر، والأهوال التى لاقوها، كان رجل عبرانى يقال له عمران بن قاهت لاوى بن يعقوب عليه السلام، قد تزوج من «يوكايد بنت لاوي» التى ولدت له موسى عليه السلام، ولما ولدته خبأته عن عيون من يطلبون أطفال بنى إسرائيل لقتل ذكورهم، فمكث عندها 3 أشهر فلما خافت افتضاح أمرها، أعلمها الله وعلمها أن تصنع له ما يشبه الصندوق وتطليه بالحمر والزفت وتلقيه فى اليم.

سبب امتناع فرعون عن قتل موسى عليه السلام وهو رضيع؟

المحتويات

ففعلت وطلبت من أخته أن تتبع أثره، فلم تزل أخته تراقبه حتى علمت أنه التقط وأدخل دار فرعون، وأن عين زوجة فرعون وقعت عليه فألقى الله عليه محبتها، فاستحيته وأبقته ليكون قرة عينها وعين فرعون راجية أن ينفعهما أو يتخذاه ولدا.

وقد سُلط فرعون على بنى إسرائيل يُذيقهم العذاب يذبح أبناءهم ويستبقى نساءهم للخدمة ويستخدم الرجال منهم فى أخس الصنائع والحرف، ومن لم يكن منهم أهلًا للعمل كان يأخذ منه الجزية.

سبب امتناع فرعون عن قتل موسى عليه السلام وهو رضيع؟

أراد الله سبحانه وتعالى أن يفرّج عن بنى إسرائيل فبعث إليهم موسى عليه السلام لينقذهم من شر فرعون، فكانت بعثته عليه الصلاة والسلام رحمةً لبنى إسرائيل.

رأى الفرعون فى منامه رؤيا أفزعته، فقد رأى كأن نارًا قد أقبلت من جهة بيت المقدس حتى وصلت لـ مصر، وأحاطت بدورها وبيوتها فأحرقتها وتركت بنى إسرائيل دون أذى، فلما استيقظ جمع الكهنة والسحرة والمنجمين وسألهم عن تأويل هذه الرؤيا وتفسيرها، فقالوا له: هذا غلام يولد من بنى إسرائيل يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه، ويكون ذهاب ملكك على يديه أيضًا، ويخرجك وقومك من بلدك ويبدل دينك، وقد أظلك زمانه الذى يولد فيه، لذلك أمر فرعون أن يقتل كل غلام يولد فى بنى إسرائيل.

أمر فرعون بقتل كل الأطفال الذين هم فى زمانه وبقتل من بعدهم، وأخذ جنوده يعذبون الحبالى من نساء بنى إسرائيل حتى كانت المرأة منهم تسقط حملها خوفًا من التعذيب والتنكيل.

سبب امتناع فرعون عن قتل موسى عليه السلام وهو رضيع؟

أراد الله لموسى أن يختبئ من بطش فرعون، فى كنفه، لكن رحمة الله التى وسعت كل شىء، أبت إلا أن ترجع موسى لأمه لترضعه فلم يقبل على ثدى إحداهن، فعرضت أخته على آل فرعون أن تدعو لهم امرأة عبرانية ترضعه وتكفله، وأنها تكون له ناصحة مشفقة تقوم له مقام الأم، فوافقت زوجة فرعون، وعاد لإمه فأقبل على ثديها.

ذات يوم ركب فرعون مركبًا وليس عنده موسى عليه السلام فلما جاء موسى ركب فى إثره يتبعه فأدركه المقيل فى مدينة من مدن مصر القديمة، وبينما هو يتجول فى طرقها وكان الوقت وقت ظهيرة والأسواق مغلقة والناس فى بيوتهم وجد رجلين يقتتلان أحدهما من بنى إسرائيل والآخر من آل فرعون، فلما عاش موسى استغاث به الإسرائيلى ليخلصه من شر ذلك المصري، فأقبل موسى عليه السلام عليه يمنعه من الاعتداء ويدفع الأذى عن ذاك الإسرائيلى فضربه موسى فقتله.

دخل موسى المدينة خائفًا على نفسه من فرعون وأتباعه ويترقب، ولم يكن أحد من الناس قد رأى موسى يقتل إلا ذاك الرجل الإسرائيلي.

ذهب أتباع فرعون إليه وقد أغضبهم قتل واحد منهم، وقالوا له: إن بنى إسرائيل قتلوا رجلًا منا فخذ لنا بحقنا، فقال لهم فرعون: ائتونى بقاتله لآخذ لكم حقكم.

ما كان من فرعون لما سمع هذا الخبر إلا أن أمر جنده أن يبحثوا عن موسى ويأتوه به ليقتله، حتى لا يتجرأ أحد من بنى إسرائيل على قتل أحد من أتباعه، فذهب الجند يفتشون ويبحثون عن موسى عليه السلام فى طرقات المدينة.

كان هناك رجل مؤمن من آل فرعون يدعى «حزقيل» قد علم بأمر فرعون وموسى، فما كان منه إلا أن سبقهم لـ موسى وطلب منه أن يخرج من مصر خوفًا عليه فخرج موسى لـ أرض «مدين» – بلاد واقعة بالقرب من خليع العقبة جنوب فلسطين – ودعا ربه أن يهديه الطريق إليها وأن ينجيه من شر فرعون، فقد خرج على عجل، ولم يتزود للطريق ولم يعد للسفر عدته، فظل موسى يمشى مسيرة ثمانية أيام حتى وصل لـ مدين.

ولما اشتد به الجوع والتعب، جلس تحت ظل شجرة فأبصر امرأتين وكانتا أختين ترعيان الأغنام وتريدان سقى أغنامهما من بئر واسعة، وكان الرعاة يسقون مواشيهم منها وكانت هاتان الأختان تحبسان غنمهما لئلا يختلط بغنم الآخرين، فأشفق موسى عليهما فسألهما عن سبب رعايتهما الغنم بأنفسهما، فأخبرتاه بأن أباهما شيخ كبير وليس عنده من الأولاد الذكور من يرعى له هذه الأغنام.

ولما فرغ الرعاة من البئر أعادوا صخرة واسعة عليها، وكانت هذه الصخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فتقدم موسى نحو الصخرة الكبيرة فرفعها وحده ثم استقى منها الماء وسقى لهاتين الفتاتين غنمهما ورد الحجر مكانه، فلما فرغ من ذلك انصرف لـ ظل شجرة وجلس تحتها يدعو الله تعالى ويشكره.

رجعت المرأتين لـ أبيهما نبى الله شعيب عليه السلام مسرعتين وأخبرتاه بخبر موسى، وكيف سقى لهما غنمهما وأخبرتاه بقوته، وطلبتا منه أن يكرمه على هذا الصنيع الحسن معهما، فسُرّ شعيب عليه السلام لحسن صنيع موسى وبعث إحدى ابنتيه هاتين لدعوته إليه، فجاءت لـ موسى تمشى على استحياء ووقار وحشمة وطلبت منه أن يذهب معها لـ أبيها ليجزيه على عظيم صنعه معها ومع أختها وعلى سقيه غنمهما.

قام معها موسى وقال لها: امشى خلفى وأخبرينى باتجاه الطريق فإنى أكره أن تُصيب الريح ثيابك فتصف جسدك، فمشت خلفه تصف له الطريق حتى وصل لـ أبيها، فلما جاءه أخبره بأمره من وقت وُلد والسبب الذى أخرجه من أرض مصر، فلما سمع نبى الله شعيب خبر موسى طمأنه قائلًا له: لا تخف نجوت من القوم الظالمين، فلا سلطان لفرعون وجنده فى أرض مدين.

والحاصل أن الله تعالى استجاب لموسى طلبه وأخبره بأنه سيجعل معه أخاه هارون معينًا له ووزيرًا، وطمأنه بأن فرعون وجنده لن يصلوا إليه وإلى أخيه هارون بقتل ولا ينالون منهما.

سار موسى عليه السلام بأهله نحو مصر حتى وصلها ليلًا وكان هارون عليه السلام يومئذ غائبًا بمصر، فأوحى الله تعالى إليه أن يلتقى أخاه موسى ويخبره أنه قد جعله وزيرًا له ورسولًا معه، والتقى هارون موسى فلما اجتمعا تحدث موسى لأخيه هارون: إن الله أمرنى أن أتى فرعون فسألته أن يجعلك معى فانطلق معى إليه، وانطلق موسى وهارون عليهما السلام لـ قصر فرعون ليلًا، وطلب موسى من البواب أن يأذن له بالدخول على فرعون.

سأل البواب موسى: وماذا أحكي لفرعون؟ أجابه موسى: قل له جاءك رسول رب العالمين، ففزع البواب من كلام موسى ودخل على فرعون مرعوبًا وقال له: إن بالباب إنسانًا مجنونًا يزعم أنه رسول رب العالمين، فأخذت فرعون رعدة وهيبة وأمر بوابه بإدخاله مع أخيه، فلما دخلا على فرعون فى قصره دَعَواه لـ عبادة الله وحده لا شريك له فى الألوهية والدخول فى دين الله وبلّغاه ما أرسلا به، وأن يفك أسر بنى إسرائيل من قبضته وقهره وسطوته ويتركهم يعبدون الله تعالى وحده ويتفرغون لعبادته، وهنا تكبّر فرعون فى نفسه وعتا وطغى وأخذته العزة بالإثم ونظر لـ موسى وهارون بعين الازدراء، وقال لهما: وهل يوجد إله غيري؟

لذلك خافه فرعون ووثب فزعًا، ثم أدخل موسى يده البيضاء فى جيبه وأخرجها فإذا هى بيضاء كالثلج لها نور يتلألأ ثم ردّها فعادت كما كانت بقدرة الله ومشيئته، ومع هذا كله لم يقتنع فرعون بشيء من ذلك بل استمر على كفره وطغيانه.

ونفّذ فرعون الطاغية تهديده ووعيده فصلب هؤلاء السحرة الذين أمنوا وتابوا وقطّع أيديهم وأرجلهم وقتلهم ليُروى غليله الحاقد دون أن يستطيع ثنيهم عن الإيمان والإسلام، فماتوا شهداء أبرار قد نالوا الدرجات العلى رضوان الله عليهم أجمعين.

السابق
Лайм ФХ рибейт Лайм ФХ кэшбэк Возврат спреда Лайм ФХ
التالي
اي مما ياتي من نتائج مؤثرات الغلاف الجوي

اترك تعليقاً