
حذرت غرفة العمليات الحكومية للاستجابة للطوارئ في محافظات جنوب فلسطين من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بسبب استمرار انعدام الأمن الغذائي الحاد واستمرار الاحتلال في منع وصول المساعدات إلى القطاع من خلال السماح بدخول محدود للسلع الإغاثية والمساعدات الإنسانية الأساسية، مما يزيد من تفاقم معاناة المواطنين والنازحين.
وبحسب نتائج تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، أكدت غرفة العمليات أن الواقع الميداني يظهر أن غالبية السكان لا يزالون يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يظهر أن ما يقرب من 1.6 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع وجود عشرات الآلاف الآخرين في مراحل الطوارئ والكوارث، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأوضحت أن حركة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تظهر استمرار القيود والإجراءات الإسرائيلية المشددة، التي تمنع تدفق المساعدات بالكمية والنوعية اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة، مشيرة إلى أنه خلال الفترة من الأول من أكتوبر وحتى 16 ديسمبر، بلغ عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع عبر معبر كيرم شالوم وبوابات “زيكيم” و”كسوفيم” نحو 23428 شاحنة، أي ما يعادل 304 شاحنات يوميا فقط. في حين أن 42% من هذه الشاحنات كانت شاحنات تجارية، وأغلبها كانت تحمل مواد فاخرة وليس أساسية.
وأكدت غرفة العمليات أن الأطفال والنساء هما الفئتان الأكثر تضرراً من الأزمة الحالية. وتشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن أكثر من 101,000 طفل دون سن الخامسة سيعانون من سوء التغذية الحاد خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك الآلاف من الحالات الشديدة، كما أن هناك أيضاً ما يقرب من 37,000 امرأة حامل ومرضعة في قطاع غزة بحاجة إلى تدخلات علاجية عاجلة بسبب سوء التغذية، مما يشير إلى عواقب خطيرة وطويلة المدى على الصحة العامة ومستقبل المجتمع.
وكررت غرفة العمليات دعوتها المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير جادة وعاجلة، بما في ذلك الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لضمان الدخول المستدام والآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية والتجارية وعبر جميع المعابر المؤدية إلى إسرائيل، مؤكدة أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في عرقلة دخول الإمدادات والإمدادات اللازمة لتنفيذ تدخلات الإغاثة والإنعاش المبكر يشكل عقبة رئيسية أمام تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان ويقوض الجهود الرامية إلى الانتقال المنظم من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعافي المبكر. قطاع غزة، رفع القيود عن الواردات الأساسية.
وأكدت غرفة العمليات الحكومية أن استمرار الواقع الحالي هو بمثابة تعمد إبقاء السكان في دائرة الطوارئ، مما يقوض فرص الاستقرار الحقيقي أو التعافي، وأن أي تأخير إضافي في توسيع مستدام وخطير لنطاق الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة قد يدفع مئات الآلاف من السكان إلى حافة المجاعة.