
ونقدم لزوارنا أهم وأحدث الأخبار في مقالتنا أدناه:
وتظهر الشهادات في يوم الطفل ما يلي: اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 01:53 استشهد طفل أسير بسبب الجوع، وتعرض آخرون للتعذيب واستخدامهم كدروع بشرية.
رام الله – دنيا الوطن
وقالت مؤسسات الأسير (هيئة العلاقات مع الأسرى المحررين، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسرى وحقوق الإنسان) إن نظام الاحتلال الإسرائيلي يمارس التدمير الجسدي والنفسي بحق الأطفال الأسرى عبر سلسلة من السياسات الممنهجة.
وأضافت المؤسسات الأسيرة في تقرير صحفي بمناسبة يوم الطفل العالمي اليوم الخميس، أن الأطفال الفلسطينيين ظلوا خلال العقد الماضي من أكثر الفئات تعرضا للانتهاكات الإسرائيلية من قتل وجرح وحرمان من التعليم ومداهمات ليلية واعتقالات طالت عشرات الآلاف من الأطفال منذ بداية الاحتلال.
وذكر التقرير أن منظمات حقوقية وثقت اعتقال أكثر من 1630 طفلا في الضفة الغربية بما فيها القدس خلال فترة قصيرة، فضلا عن العشرات من حالات الجريمة المنظمة والاختفاء القسري وزيارات لأطفال غزة الذين اعتقلوا خلال الحرب، دون معرفة أعدادهم الدقيقة.
وذكر التقرير أن 350 طفلا، بينهم فتاتان، يقبعون حاليا في سجون الاحتلال في ظروف تتنافى تماما مع كافة المعايير الدولية المتعلقة بحماية القاصرين، وأنهم يواجهون العزل الجماعي والتعذيب والتجويع والجرائم الطبية والسرقة الممنهجة والحرمان.
وذكر التقرير أن الإفادات النهائية للأطفال المحررين أكدت تعمد سلطات الاحتلال عزلهم عن الأقسام الأخرى وتعرضهم للضرب المبرح والمضايقات المباشرة منذ الساعات الأولى لاعتقالهم.
وتشير البيانات الموثقة إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال المحتجزين تعرضوا لشكل واحد على الأقل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي كجزء من منظومة من الانتهاكات المتعمدة التي تتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي والأعراف الإنسانية وجميع الاتفاقيات المتعلقة بحماية الطفل وحقوقه.
الجريمة المنظمة
تشكل الحياة اليومية للأطفال في سجون الاحتلال نظاماً قمعياً وسلبياً للطفولة، وقد تفاقم أكثر بعد حرب الإبادة الجماعية، حيث يجد الأطفال أنفسهم في بيئات مغلقة وقاسية محرومين من أبسط احتياجاتهم المعيشية (غرف مزدحمة وغير جيدة التهوية، ملابس قليلة وبطانيات مهترئة، تقييد شبه كامل لحركتهم داخل الأقسام، مصادرة ممتلكاتهم الشخصية، حرمان شبه كامل من التواصل مع أهاليهم عبر الزيارات أو الاتصالات)، مما يزيد من تعميق معاناتهم. العزلة من الخارج. ويواجهون ظروفاً قاسية دون أي دعم نفسي أو عائلي، ويواجهون مداهمات وحملات متكررة على غرفهم من قبل القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال.
أما فيما يتعلق بالرعاية الصحية، فقد تزايدت الجرائم الطبية ضد الأطفال منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، وأدت الإجراءات التي فرضها نظام السجون على السجناء وحرمانهم من أدوات النظافة إلى انتشار الأمراض الجلدية، وخاصة الجرب، بسبب الاكتظاظ وانعدام النظافة. وبالإضافة إلى ذلك، يواجه الأطفال أيضًا جريمة الجوع. وقد أثر ذلك بشكل كبير على صحتهم وتسبب في أمراض مختلفة.
الطفل الأسير وليد أحمد مات جوعا
وليد خالد أحمد الطفل من بلدة سلواد محافظة رام الله، الذي استشهد جوعا في سجن “مجدو” في مارس 2025، وهو من بين عشرات الأسرى والمعتقلين الذين قضوا في أعقاب حرب الإبادة نتيجة مجموعة من الجرائم، في مقدمتها التعذيب والتجويع.
وبحسب تقرير التشريح، فقد تبين أن الجفاف بسبب عدم شرب الماء، وفقدان السوائل بسبب الإسهال الناجم عن التهاب القولون، والتهاب أنسجة الجزء الأوسط من الصدر بسبب انتفاخ الرئة، أدى إلى وفاته.
أطفال غزة محتجزون بسبب الاختفاء القسري والتعذيب
ومع بدء حملات الاعتقال في غزة ضمن نطاق حرب الإبادة، تأثر عشرات الأطفال، بحسب المؤسسات وما تمكنت من تتبعه. إلا أن جريمة الاختفاء القسري والقيود على الزيارات تحول دون معرفة العدد الدقيق للمعتقلين في سجون ومخيمات الاحتلال التابعة لقوات الاحتلال. وكجميع معتقلي غزة، أدت جرائم التجويع والعزل الجماعي والاعتداءات الممنهجة، وجرائم التعذيب الممنهج واستخدامهم دروعا بشرية في عمليات الاعتقال وفرض الجرائم الطبية عليهم، إلى إفادات وإفادات الأطفال منهم بمستوى يفوق تصورنا.
الاعتقال الإداري
ويشكل الاعتقال الإداري التعسفي، بحجة “ملف سري” لا يسمح للطفل ومحاميه الوصول إليه، ودون اتهام واضح أو محاكمة عادلة، أحد أكثر أدوات القمع التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وخاصة الأطفال.
وفي السنوات الأخيرة، ظل هذا الإجراء يشكل تهديدا مستمرا للأطفال، إلا أن خطورته وتصاعده أصبح أكثر وضوحا بعد الحرب ومع التحولات الأمنية والسياسية التي أعقبت حرب الإبادة في قطاع غزة. وفي هذه المرحلة بالذات، اتجهت سلطات الاحتلال إلى توسيع الاعتقال الإداري ضد القاصرين، وهو ما يعكس نهجا ممنهجا يستهدف الطفولة الفلسطينية، ويحرم الأطفال من أي حماية قانونية، في انتهاك واضح للمعايير الدولية التي تحظر استخدام الاعتقال الإداري.
وتشير البيانات إلى أن عدد الأطفال المعتقلين إدارياً تضاعف ليصل إلى أكثر من 90 طفلاً يقبعون خلف القضبان دون أي لائحة اتهام، وهي سابقة تعتبر الأخطر منذ بداية هذه السياسة.
ويعيش هؤلاء الأطفال ظروف اعتقال قاسية حيث يُحرمون من حق الدفاع عن أنفسهم ويخضعون لأوامر تمديد متكررة تحول الاعتقال الإداري إلى اعتقال مفتوح دون حدود زمنية.
تعبيرات قاسية
وثقت مؤسسات الأسرى والمعتقلين العشرات من الشهادات القاسية التي تعكس مستوى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال في السجون.
يشرح الصبي الذي يُدعى نتساريم (عضو كنيست يبلغ من العمر 17 عامًا)، والذي تم اعتقاله من خط البحر أثناء تهجيره عند الحاجز العسكري في الساعات الأولى من الصباح: “أوقفني الجنود وأجبروني على خلع ملابسي والبقاء بملابسي الداخلية فقط. ثم حققوا معي واقفًا لمدة 3 ساعات، وقيدوا يديّ بأصفاد بلاستيكية وعصبوا عيني. تم نقلي أولاً إلى مخيم سدي تيمان، ثم إلى عوفر، حيث مكثنا لمدة 6 أيام. الغرفة والغرفة وكانت الأغلال كافية، على الرغم من أننا كنا نحرم في بعض الأحيان من الحمام لأسابيع”. لقد تم خلعه عندما استحمنا. لم يكن لدينا سوى ملاءة خفيفة ممزقة لنغسلها بالماء ونغطي أنفسنا بها أثناء التجفيف، وكان الطعام صغيرًا وسيئًا جدًا، لا شيء أكثر من الخبز المحمص وكمية قليلة من الجبن أو بعض الأرز خلال النهار.
وأضاف: “في مجدو، كان القمع شبه يومي. دخلوا الغرف بالكلاب والعصي، وضربونا بالأحزمة، وألقوا قنابل الصوت وقنابل الغاز، ووضعوا كل جرو في زاوية وضربوه بشكل متواصل لمدة ربع ساعة. لم يقدموا لنا أي علاج حقيقي. لقد عاملوا كل شيء على أنه “أكامول” على الرغم من أن الوضع كان خطيراً”.
وفي إفادة ثانية، يصف الطفل (ر.س.، 15 عاماً) تفاصيل اعتقاله القاسي من قبل قوات الاحتلال أثناء إخلاء منطقة السلطان في الرفاه. وهنا، منذ اللحظة الأولى، تم استخدامه كدرع بشري أثناء عمليات الاقتحام والتمشيط، حيث تعرض للضرب كل يوم، واحتجازه بشكل مستمر في المنازل المهدمة بالأغلال ومعصوبي الأعين، وإجباره على أداء مهام خطيرة في مناطق الحرب لمدة 48 يومًا.
وتم اعتقال (س.ر) بعد أن أجبره الجنود على إصدار أمر للسكان بإخلاء المنطقة. ثم تم تحميله في دبابة عسكرية، ونقله إلى منطقة الشابورة، واحتجازه في منزلين متتاليين لمدة عشرة أيام، مقيد اليدين والقدمين ومعصوب العينين. وخلال هذه الفترة، كان يتعرض للضرب بشكل منهجي كل صباح. وبعد عشرة أيام، بدأ الاحتلال بإجبار الصبي على دخول المنازل أمام قوات الأمن، التي ألبسته “زياً عسكرياً” زيتوني اللون، واختبأت خلفه على بعد حوالي 30 متراً، واستخدمته كدرع بشري.
وفي ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني رغم إعلان وقف إطلاق النار، واستمرار دولة الاحتلال في انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضدهم، طالبت المؤسسات الأسيرة دولة الاحتلال بوقف حرب الإبادة الجماعية المتعددة الأوجه، والوقف الفوري لجميع جرائمها ضد الأطفال، واحترام وتنفيذ الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية. وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي، وأنه يقاطع هذا الاحتلال بشكل كامل ويفرض عليه عقوبات ويحمله مسؤولية كل جريمة. جرائمه.