لبنان يتجه إلى مجلس الأمن احتجاجاً على تشييد إسرائيل جداراً إسمنتياً يتجاوز الخط الأزرق

رام الله – دنيا الوطن
أعلنت الرئاسة اللبنانية، اليوم السبت، أنها ستتقدم بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل بعد أن بدأت بيروت بناء جدار خرساني على حدودها الجنوبية معبراً للخط الأزرق المعترف به دولياً.

وقال البيان الرئاسي إن رئيس الجمهورية جوزاف عون طلب من وزير الخارجية والمهجرة يوسف راجي تعيين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى رسمية إضافة إلى التقارير الأممية التي تثبت تجاوز الجدار الخط المحدد بعد انسحاب إسرائيل عام 2000، وذلك “لدحض النفي الإسرائيلي بشكل قاطع”.

ويفصل الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل ويحدد المنطقة التي تنسحب منها إسرائيل من جنوب لبنان. ومع ذلك، وجد تحقيق أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الشهر الماضي أن أجزاء من الجدار الإسرائيلي تجاوزت هذا الحد، حسبما أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

وأوضح دوجاريك أن بناء الجدار تسبب في حرمان السكان المحليين من الوصول إلى أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية، مضيفا أن قسما آخر من الجدار الجديد قيد الإنشاء جنوب شرق بلدة يارون أظهر الانتهاك نفسه. وبحسب دوجاريك، أبلغت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي بهذه النتائج وطلبت إزالة الجدار المخالف.

وفي بيان منفصل، قدرت اليونيفيل أن وجود القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، إلى جانب أعمال البناء التي تم تنفيذها، يشكل انتهاكًا واضحًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وسيادة لبنان وسلامة أراضيه.

كما شددت الرئاسة اللبنانية على خطورة هذه الإجراءات، مؤكدة أن البناء المستمر “يعني انتهاكا واضحا للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية”، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.

في المقابل، نفت إسرائيل صحة الاتهامات عبر ناطق عسكري، مؤكدة أن الجدار “جزء من خطة دفاعية أوسع” بدأ تنفيذها عام 2022، وأن العمل الجاري يأتي ضمن إجراءات تعزيز الحدود الشمالية بعد اندلاع الحرب الأخيرة.

ويشكل القرار 1701 أساس وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب يوليو 2006 وتم تحديثه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين في 27 نوفمبر 2024.