
ونقدم لزوارنا أهم وأحدث الأخبار في مقالتنا أدناه:
ستقوم الولايات المتحدة بتفقد دخول المساعدات إلى غزة بدلاً من إسرائيل اليوم الجمعة 7 نوفمبر 2025 الساعة 22:27.
رام الله – دنيا الوطن
في خطوة تعكس تغيراً كبيراً في المشهد الإنساني والسياسي في قطاع غزة، تولت الولايات المتحدة رسمياً، في إطار خطة السلام التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السيطرة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر مركز التنسيق العسكري الذي أنشأته بالقرب من الحدود، لتحل فعلياً محل إسرائيل في إدارة هذا الملف.
اكتمل يوم الجمعة نقل المهام من وحدة تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية إلى مركز التنسيق العسكري الأمريكي، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة واشنطن بوست. في حين وصف مطلعون الأسابيع الأولى للدراسة بأنها اتسمت بالفوضى والارتباك بسبب تعارض القوى وتعدد الأطراف المشاركة.
وقال مسؤول أميركي إن إسرائيل أصبحت الآن “جزءاً من النقاش، لكن القرار لم يعد بيد إسرائيل”، مشيراً إلى أن الهيئة الجديدة تضم ممثلين عن أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية مكلفة بالإشراف على دخول المساعدات وتوزيعها.
وعلى الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الشهر الماضي، إلا أن تدفق المساعدات إلى غزة لا يزال محدودًا بسبب القيود الإسرائيلية. وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة أن غالبية الشاحنات التي تدخل معبر كرم أبو سالم كانت تحمل بضائع تجارية تباع في الأسواق المحلية، في حين لم يكن لدى المدنيين أي قوة شرائية.
وتواصل المنظمات الإنسانية انتقاد القيود التي تفرضها إسرائيل على “الإمدادات ذات الاستخدام المزدوج”، بما في ذلك المعدات الطبية والخيام وإمدادات الإغاثة الأساسية. وفي هذا السياق، اعتبر جان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، أن “التدخل المباشر للولايات المتحدة يعد خطوة إيجابية يمكن أن تسهل إيصال المساعدات”، وقال إن “إسرائيل تعرقل البنود الإنسانية في خطة ترامب”.
ورغم التزامها بزيادة حجم المساعدات وتحسين آليات التوزيع، إلا أن الإدارة الأمريكية لم توضح بعد ما إذا كانت سترفع القيود الإسرائيلية أو تطبق آليات جديدة لضمان استقلالية المنظمات الإنسانية في عملها.
في موازاة ذلك، عزز الجيش الأمريكي مراقبته للوضع الميداني في غزة من خلال طائرات بدون طيار تراقب توزيع المساعدات وتنفيذ وقف إطلاق النار؛ وهذا مؤشر على تنامي الدور الميداني الأميركي في الإشراف على الخطة.
ويعتقد مراقبون أن واشنطن تمارس ضغوطا غير مسبوقة على حكومة الاحتلال لضمان التزامها بشروط الصفقة، بينما تحاول الحفاظ على دعم الدول الأوروبية والعربية لخطة ترامب. لكن إسرائيل رفضت الادعاء بأنها تخضع لسيطرة أميركية مباشرة، مؤكدة أن التعاون الأمني والاستخباراتي “يتم وفق القواعد المعتادة”.
ويقع المقر الرئيسي لمركز التنسيق في كريات جات بإسرائيل، ويضم نحو 200 عسكري أمريكي، بقيادة الفريق باتريك فرانك، بالإضافة إلى ممثلين عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى. وتهدف مهمتها إلى “تسهيل تدفق المساعدة، ومراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، ودعم جهود تحقيق الاستقرار”، وفقًا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).
ورغم أن الخطة حققت تقدماً نسبياً من خلال الإفراج المتبادل عن السجناء والتحسن المحدود في المساعدات، فإن القضايا الرئيسية مثل إعادة الإعمار، ونزع سلاح الجماعات، وإنشاء قوة استقرار دولية لا تزال تواجه عقبات سياسية وأمنية.
وفي القاهرة، تدور مباحثات بين الفصائل الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس، حول اختيار لجنة وطنية لإدارة شؤون غزة، في ظل الرفض الأميركي والإسرائيلي القاطع لوجود الحركة في الحكم.
في المقابل، تواجه واشنطن انتقادات لاذعة من منظمات أوروبية ومنظمات إنسانية، بسبب الخطط المتداولة لإقامة “مناطق آمنة” في القطاع تحت إشراف أميركي إسرائيلي مؤقت، وصفت بأنها “محاولة لإعادة إنتاج سياسات العزل والسيطرة”.
ومع استمرار الولايات المتحدة في تعزيز وجودها السياسي والعسكري حول غزة، تنتظر الشوارع الفلسطينية عواقب هذا التحول، وسط مخاوف من أن تؤدي الوصاية الأمريكية الجديدة إلى استمرار مختلف لواقع الاحتلال، دون معالجة جذرية للأزمة الإنسانية أو ضمان العدالة السياسية للشعب الفلسطيني.