يعد نموذج تحليل قولة فلسفية حول مشروعية الدولة وغاياتها من النماذج الأساسية التي يستخدمها الفلاسفة لفهم المفاهيم السياسية الأساسية. تتنوع الآراء حول مشروعية الدولة وغاياتها حسب السياق الزمني والثقافي والاجتماعي، ولكن يمكن تلخيص اهم نماذج التحليل في النقاشات الفلسفية حول الدولة.
النموذج الأول: الدولة كجهاز قهري
يعتبر هذا النموذج من أقدم النماذج التحليلية التي تحمل الدولة، ويشير لـ أن الدولة هي جهاز قهري يستخدم القوة لفرض إرادته على المواطنين. هذا النموذج يركز بشكل كبير على السلطة وتمركز السيطرة على المجتمع، ويؤثر في التفكير المعاصر حول العلاقة بين الفرد والدولة.
النموذج الثاني: الدولة كمجتمع مدني
يعتبر نموذج الدولة كمجتمع مدني هو عكس النموذج الأول، حيث يركز على العلاقة بين الدولة والمواطن، وكيف يمكن للدولة أن تخدم مصالح المواطنين. ينبغي للدولة أن تعزز المنحى الديمقراطي، وأن تكون شفافة في إدارة شؤون المجتمع بحيث توفر الحرية السياسية والحقوق المدنية للمواطنين.
النموذج الثالث: الدولة كبرنامج تنموي
يشير نموذج الدولة كبرنامج تنموي لـ أن الدولة تعتبر مؤسسة تعمل على تحقيق هدف معين، وخاصة في عصرنا الحالي، بالنسبة لمعظم الدول فإن هدفها الأساسي يتمثل في تحقيق التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة. وفي هذا النموذج، تعتبر الدولة مسؤولة عن تحديد الإستراتيجيات والمبادرات التي يجب اتباعها لتحقيق أهداف التنمية المخصصة.
النموذج الرابع: الدولة كمؤسسة التوازن
ويعتبر هذا النموذج أحد أكثر النماذج التحليلية تعقيداً وتحدياً. في هذا النموذج، تعتبر الدولة مؤسسة توازن مهمة يتحكم بها النظام السياسي والاجتماعي. وبموجب هذا النموذج، تنظر الدولة لـ الصالح العام والمصالح الخاصة كأمور مترابطة وليست كأمور متناقضة، وهكذا فإن الدولة يتوجب عليها المحافظة على التوازن بين المصالح الخاصة والعامة.